كل صناعة تحتاج الى إطار عمل ومجموعة عمليات لتوجية الأعمال والإنتاج في تلك الصناعة والوصول الى فعالية عالية في تحقيق الأهداف. كذلك صناعة الإبداع والإبتكار تحتاج الى إطار عمل لتوجية وإدارة الإبتكار داخل المؤسسة وللتأكد أن الموارد المتوفرة مستخدمة بفاعلية وكفاءة متلائمة مع الجهود المبذولة لتحقيق أعلى درجات الإبداع الممكنة. يساعد إطار عمل الإبداع المؤسسي القيادات على توطين الإبداع عبر أستراتيجيات المؤسسة الموضوعة لقيادة الإبتكار في الإتجاة المتوافق مع أهداف المؤسسة.
إطار عمل صناعة وتوطين الإبداع والإبتكار في المؤسسات (النموذج ١) يقوم على أربعة ركائز رئيسية وهي: البيئة, الموارد, العمليات, النتائج.
نموذج-١ دوائر صناعة وتوطين الإبداع والإبتكار المؤسسي
لا يمكن لإي مؤسسة أن تصل لمرحلة الإبتكار من غير أن تهتم بهذه الركائز الأربعة الرئيسية والتي وضعت على شكل حلقات لكي نوضح أن الوصول لبؤرة النموذج وهي النتائج تحتاج من المؤسسة الى أن تمر عبر بناء جميع حلقات الأبداع والابتكار الأساسية وهي البيئة والموارد والعمليات, مع أخذ الوقت الكافي لبناء كل دائرة من أجل بناء قاعدة صلبة لتحقيق أفضل النتائج.
دائرة خلق البيئة المناسبة وثقافة الإبداع من أهم المراحل في إطار عمل الإبداع المؤسسي ومن المهم التركيز عليها لتوفير العوامل الضرورية لدعم عملية الإبداع داخل المؤسسة. صناعة بيئة العمل من مهام القيادات ولا يمكن تفويضها لمن دونهم, وتبدأ بتحفيز الموظف على التفكير الخلاق وطرح مقترحاته بدون تردد او خوف الى أن تمر بعدة مراحل من عملية الإبداع فتنتهي بتحويلها لمنتج واقعي في السوق أو فكره فاشلة أو غير مرغوبة من العميل تنضم للكثير من التجارب الفاشلة التي سوف تمر بها أي مؤسسة تعمل على الإبداع, ولكن تبقى بيئة وثقافة الإبداع التي تم بنائها حامية لأي فريق يفشل في الوصول لمنتج نهائي وتحول الفشل الى فرصة للتعلم وزيادة في الخبرة لأستخدامها مستقبلا.
دائرة الموارد تمثل المرحلة الثانية من إطار عمل الإبداع المؤسسي , وهذه الدائرة تعتبر الوقود المحرك لعملية الإبداع والإبتكار, وتتمثل في توفير الوقت الكافي والمكان المناسب للموظفين والميزانية الملائمة التي يمكن أن تدعم وتساعد على تشغيل عملية الإبداع وتضمن أستمرارها لتصل الى جميع الإدارات لتشرك جميع الموظفين في عملية الإبداع داخل المؤسسة.
دائرة العمليات تمثل المرحلة الثالثة في إطار صناعة الأبداع والإبتكار, كثير من المؤسسات تغفل أهمية العمليات في أداء الأعمال وبالتالي تعاني من سوء في الأداء مع تردي في النتائج. ولهذا من المهم جدا أن تكون هناك عملية واضحة للإبتكار داخل المؤسسة لإدارة وتحسين أداء الإبتكار وقياس الأداء لمعرفة أماكن الخلل والصعوبات التي تواجة المؤسسه في توطين الإبداع في العمل, وبوجود عملية واضحة للإبتكار يمكن قياس المخرجات لمعرفة النتائج في الحلقة الرابعة من إطار عمل الإبداع والإبتكار المؤسسي.
دائرة إدارة النتائج تمثل المرحلة الرابعة في بناء وتوطين صناعة الإبداع في المؤسسة, وهي مهمة جدا حيث تركز على قياس وجمع البيانات المطلوبة من جميع دوائر إطار عمل الإبتكار وليس فقط دائرة المخرجات والنتائج النهائية. وتمثل النتائج المستخرجة من دوائر البيئة والموارد والعمليات مؤشرات أداء أولية تساهم في معرفة وتحسين أداء مخرجات دائرة النتائج المطلوبة كما تستخدم معلومات مخرجات النتائج النهائية كمغذي لتطوير أداء دائرة البيئة والموارد والعمليات.
يبقى أن نؤكد أن الفشل متلازم مع عملية الإبتكار وعلى القيادات أن تعي ذلك وتعمل على تحسين كفاءة الفشل عبر العمل مع الموظفين لتعلم سرعة الفشل وتغيير الإتجاة في عملية الإبتكار وعدم إستعجال النتائج فالنجاح في إبتكار واحد بعد عدد كبير من المحاولات قد يفتح للمؤسسة أفاق بعيدة ونجاحات كبيرة تساعد على ديمومة المؤسسة.
الدكتور محمد حامد العميري
مستشار وباحث ومحكم في تميز الأداء المؤسسي بولدريج وفي مجال الإبتكار وتحسين الأداء المؤسسي.
دكتوراه في الهندسة الصناعية وماجستير في إدارة أعمال.
Comments