كثيرا ما نسمع أن المساءلة مهمة في تحسين أداء الأعمال وأن عدم وجود المساءلة يؤدي إلى عدم الاهتمام وإلى نتائج سيئة. وكلمة المساءلة أو المسئولية دائما ما تطرح في وجود مشكلة والغرض منها دائما إلقاء الملامة على جهة معينة لتطبيق عقاب معين أو لإخلاء مسؤولية جهات أخرى.
المعضلة الحقيقية تكمن في عدم فهم أن كثير من المشاكل هي مشاكل نظام يشترك فيها عدة جهات ولا يمكن حلها بتحميلها لطرف واحد. لذلك حين تحمل القيادات طرف معين لمشكلة في النظام فهم غالبا ما يبحثوا عن كبش فداء, فهم لم يفهموا أصل المشكلة وأبعد مايكون عن وضع حلول لها.
القيادات الناجحة تركز على مساعدة الموظفين على تطوير وتحسين أنظمة العمل لديهم بأستمرار وليس تحميلهم المسؤلية فقط, وللأسف قليل جدا من القيادات في المؤسسات تقوم بهالجانب.
وحتى نفهم كيفية تطبيق المساءلة بشكل سليم من المهم أن نفهم معناها الصحيح, فما معنى "المساءلة"؟
من موقع ويكيبيديا المساءلة تعني " القدرة على تقديم إجابة واستحقاق اللوم وتحمل المسؤولية "
في مشاكل النظام لا يمكن لفرد أو جهة واحدة أن تقدم إجابة كاملة أو أن تتحمل المسؤولية بسبب وجود عدة جهات تشترك في خلق المشكلة, والطريقة الصحيحة لحل مشكلة في النظام هو عمل جميع الأطراف سويا لدراسة ووضع حل دائم للمشكلة وصناعة نظام يعمل بشكل صحيح يمكن فيه أن تختار كل جهة تحمل المسؤولية.
مشكلة رمي الطلاب الكتب وتمزيقها كل سنة هي مشكلة في النظام, فكيف تحل هذه المشكلة؟
١- الاعتراف بالمشكلة بأنها مشكلة نظام تتكرر كل سنة ويشترك فيها التعليم والمجتمع والأسرة والطالب.
٢- طرح سؤال مهم وهو لماذا يقوم الطلاب برمي وتمزيق الكتب أخر السنة؟ والبحث عن إجابة السؤال من جميع الأطراف: الطالب, الأسرة, المدرس, المشرف الاجتماعي, المدير, مسئول الوزارة.
٣- عمل اجتماع لمناقشة جميع الإجابات لفهم المشكلة بشكل واضح.
٤- وضع عدة حلول للمشكلة ثم اختيار الحل المناسب لضمان عدم تكرارها مستقبلا.
٥- وضع إجراءات لتطبيق الحل للسنة القادمة.
٦- متابعة تطبيق الإجراءات وقياس النتائج.
بما أن إجازة السنة هذي طويلة فلدى المسؤولين في التعليم وقت كبير جدا لدراسة وبحث هذه المشكلة ووضع حلول دائمة للأعوام القادم.
Comments