top of page
Writer's pictureMohammed Alomairy

رحلة التميز والأبداع تبدأ من القائد



ما بين تخبط إداري وأداء سيء وعدم وجود رؤية وأهداف واضحة مع بيئة طاردة للمواهب ومعطلة للتغيير وبين عمل مؤسسي فعال وكفاءة عالية في الأداء وأهداف ورؤية واضحة وبيئة جاذبة للمبدعين رحلة طويلة من التميز الإداري وعمل مستمر للوصول لأعلى درجات التفوق والإبداع في العمل. أهم محركات هذه الرحلة هو ذلك القائد المتميز الذي أختار أن يكون قائدا أستثنائيا ليعمل ذلك التغييرالكبير في المؤسسة للوصول بها والعاملين فيها للقمة.

حسب الدراسات فقط ١٠٪ من القيادات في العالم تعتبر قيادات إستثنائية تقدم أعمال كبيرة ونموا مطردا مع نتائج متفوقة بكل المقاييس مقارنة بباقي ال ٩٠٪ من القيادات التي تعتبر قيادات عادية جدا وتقدم نتائج متوسطة داخل الشركة أو خارجها. من المهم أن نتنبة أن الحديث عن القيادات العادية نعني بها القيادات التي تعمل الكثير وتجتهد ولكن لا تقدم نتائج كبيرة ومميزة وليس الحديث عن القيادات السيئة التي لا تعمل وتقود مؤسساتها للفشل.

بما أن نجاح المؤسسة أو الشركة يعتمد بشكل مباشر على تميز القيادة وقدرتها على صناعة الفارق فإن أول من يجب أن يتغير ويتطور للوصول للتميز في الأداء هو القيادي في المؤسسة، من غير هذا التغيير لا يمكن لأي مؤسسة أن تتحول وتنجح. هذا التغيير هو أسرع وأهم تغيير ممكن الحصول عليه في أي مؤسسة تريد التحول للأفضل. حيث يبدأ التغيير من قمة الهرم وذلك بإختيار قائد متميز وخبير في إدارة التغيير أو أن يطوَر القائد الحالي لقدراته القيادية بحيث يبدأ بتعلم معايير التميز المؤسسي مع التركيز على المعايير القيادية لإدارة وقيادة التغيير. ربما من أهم مواصفات القائد الناجح هو تقبل النقد والتقييم لوضع المؤسسة الحالي بما فيها من نتائج سيئة وأداء منخفض لفهم مواضع الخلل والعمل على بناء فريق متجانس لبناء بيئة عمل صالحة لبدء رحلة التغيير في المؤسسة.

من المهم أن نذكر هنا أن القيادة الأستثنائية لا تعني العمل الشاق أو العمل لساعات أكثر ولكن العمل برؤية واضحة وتركز الجهود على خدمة العميل، فوجود الموسسة مربوط بوجود هذا العميل ونجاحها يبدأ من الوصول لرضا هذا العميل ونموها وبقاءها لا يكون إلا عبر بقاء ولاء العميل لها. ونظرا لأهمية العميل عند المؤسسات الناجحة، يركز القائد المتميز على معرفة هؤلاء العملاء ووضع رسالة المؤسسة وقيمها التي تركز على خدمة وأرضاء العميل ثم وضع الأهداف والقياسات لتحسين خدمة العميل ثم تطوير العمليات التي تقدم وتلبي أحتياجات العميل ثم تدريب الموظفين لخدمة العملاء عبر أستخدام هذه العمليات دائما.

الصعوبة لا تكمن في الوصول للهدف ولكن في مواصلة رحلة التميز وعدم التوقف عند هدف معين, ومن هنا تكمن أهمية وجود القائد الأستثنائي الذي يضع المقاييس ويقيم الأداء بشكل متواصل لزيادة الفاعلية ورفع الكفاءة في الأداء للوصول لأعلى درجات الجودة في الخدمات لأرضاء العملاء.

--

الدكتور محمد حامد العميري

مستشار الإبتكار والجودة وتميز الأداء المؤسسي

Twitter: @Malomairy


194 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page